أسرة الملحون بسلا تختتم فعاليات الدورة الرابعة لنزهة الملحون احتفاء بالشيخ الحاج أحمد سهوم
في جو احتفالي مميز، عاشت مدينة سلا طيلة أربعة أيام فعاليات الدورة الرابعة للأيام الوطنية لنزهة الملحون المنظمة من طرف جمعية ادريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون بشراكة من وزارة الثقافة ومؤسسة سلا للثقافة والفنون والمجلس الجماعي لسلا وعمالة سلا، حيث تم اختيار الشيخ الحاج أحمد سهوم لإطلاق اسمه على هذه الدورة لما قام به هذا الشاعر الفحل والباحث المتميز والباحث الوفير العطاء من جليل الخدمات لفائدة هذا الموروث المغربي الأصيل طيلة عقود، وتكريما لهذه الشخصية الفذة التي بصمت هذا الأدب الشعبي الأصيل، وكما أمكن للجمهور الواسع الذي واكب مختلف الأنشطة الفنية والأدبية، فقد تم افتتاح الدورة يوم الخميس 19 ماي 2016 بالخزنة العلمية الصبيحية بندوة فكرية حول سيرة المحتفى به في موضوع ذي مغزى (، أحمد سهوم بين وبين: شتاء الخراز وصيف الدراز، بمشاركة عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجيراري والأستاذين الباحثين محمد الكوزي وعبد الصادق سالم، أدارها باقتدار الأستاذ عبد الرحمان الكرمبي، حيث تم فتح المجال للمكرم فشارك بمداخلة قيمة حول «الملحون سجل تاريخ المغاربة .. وقد تميزت هذه الجلسة الأدبية بالنداء الحار الذي وجهه الدكتور الجيراري لوسائل الإعلام للاهتمام بهذا الفن وإعطائه ما يستحق من عناية وتوثيق حتى لا يضيع ويلفه النسيان .. كما طالب المهتمين بجمع القصائد وتسليمها لأكاديمية المملكة المغربية بما تحويه خزاناتهم من شعر الحاج أحمد سهوم لطبعها وإصدارها ضمن مطبوعات هذه المؤسسة. وبالمركب الثقافي الملكي نظم حفل الافتتاح الرسمي بحضور وزير الثقافة وعامل عمالة سلا وعمدتها ورئيس مؤسسة سلا للثقافة والفنون ورئيس مقاطعة سلا المريسة وعدة شخصيات ثقافية وفنية وجمهور غفير من عشاق الملحون، حيث تم تكريم كل من الشيخ الحاج أحمد سهوم وفاعلين جمعوبين في شخص مولاي إسماعيل العلوي الوزير السابق ورئيس جمعية سلا المستقبل، ونور الدين اشماعو رئيس جمعية أبى رقراق، عبر خلالها المتدخلون عن تقديرهم الجلي للمكرمين على ما قاموا به كل في نطاقه من جليل الأعمال لفائدة هذه المدينة العريقة. حيث تمت الإشادة بعميد فن الملحون الحاج أحمد سهوم كعالم، مثقف وشاعر كبير وطاقة إبداعية متميزة وخامة أدبية رفيعة وبالنسبة للرائد الجمعوي مولاي إسماعيل العلوي كرجل دولة وفكر وسياسة ورجل مبدأ ومرجعية تقدمية تساند الحق والعدل والحرية ومقاومة الفساد وكذلك الرائد الجمعوي الأستاذ نور الدين اشماعو المتشبع بروح الفكر الوطني والمعتز بالدفاع عن وطنه عبر خدمة مدينته ورد الاعتبار لها. وإضافة إلى ذلك تم توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية ادريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون والخزانة العلمية الصبيحية في شأن تعاون الطرفين في استخراج المخطوطات التي تتوفرعليها الخزانة في شعر الملحون من أجل إعادة قراءة النصوص وتحقيقها ونشرها. كما تم الإعلان في نفس اللحظة عن انطلاق الموقع الإلكتروني للجمعية ass.drissbelmamoune.net كوسيلة للتواصل مع جمهور الملحون على المستوى الوطني والدولي وكذلك تقريب المهتمين والباحثين بذخائر الجمعية في شعر الملحون وتاريخه الفني والفكري ومختلف المعطيات المتعلقة بأنشطة الجمعية. بعد ذلك، تتبع الجمهور الحاضر فقرات فنية لأفراد النخبة الوطنية للملحون بقيادة الفنان عازف الكمان الماهر الحاج محمد الوالي والمكونة من عازفين ومنشدين من مختلف المدن المغربية المهتمة بهذا الفن. كما تم تقديم تركيب فتى في حلة قشيبة ومتجددة أدتها المجموعة الصوتية الشابة بتنسيق
…مع موشح من التراث العربي وإدارة الفنان المقتدر عازف القانون التهامي بلحوات ضمت شذرات ملحونية مقتبسة من قصائد معروفة
.وصباح يوم السبت 21 ماي، كان لعشاق النزهات البحرية موعد مع جولة نهرية على ظهر القوارب التقليدية تم فيها إنشاد قصائد لكل الفنانين المشاركين مع منوعات من الفن الترائي الشعبي والعيساوي المتميز وفي مساء نفس اليوم كان للجمهور الواسع موعد مع سهرة فنية بفضاء مارينا بالضفة اليمنى لنهر أبي رقراق عزف فيها الجوق وأنشد خلالها المنشدون قصائد مختارة من الرببيرتوار الغنى للشاعر أحمد سهوم وغيره. وضمن هذه السهرة تم تكريم كل من الفاعلة الجمعوية جليلة العلوي وعازف العود المرحوم أحمد أباحو وعازف السويسد سعيد بن إبراهيم، كما تم توقيع الألبوم الغنائي الأول في فن الملحون للمنشدة عائشة الدكالي.….كما تم تقديم فقرات من الدقة الرودائية لأول مرة بسلا كضيفة شرف لهذه الدورة وما تميزت به من إيقاعات وظفت قصائد الملحون .بطريقة فنية صفق لها الجمهور وتجاوب مع فقراتها في انسجام تام
وفي اليوم الأخير أي الأحد 22 ماي وابتداء من الساعة الرابعة عشية، شهد فضاء نادي الفلين للرماية والترفيه بالعرجات حفل النزهة التقليدية التي كانت تقام عادة في غابة المعمورة أو قرب آثار شالة حيث حج الجمهور الغفير إلى هذا الفضاء في جو ربيعى بهيح أدى خلاله المنشدون والمنشدات قصائد لاقت استحسان الحضور المتميز، القادم من عدة مدن مغربية وحتى من خارج الوطن … كما تم تكريم كل من الجمعوي المرحوم محمد الري والمقدم عبد الإلاه الدكالي والمنشد عبد اللطيف العلمي تقديراً لهم ولمساهماتهم المتعددة للحفاظ على هذا التراث.
أترك تعليقا