عزيز هيلالي : الإعلان عن مشروع جمعية بن المامون لاعداد ملف تصنيف فن الملحون تراثا عالميا لدى اليونسكو
تعيش مدينة سلا على امتداد اربعة أيام على ايقاع فن الملحون الذي يعتبر ارنا متميزا شكل على الدوام إلى جانب تعابير فنية أخرى روافد أساسية للموروث الحضاري و الموسيقي والفني المغربي الأصيل، وذلك بمناسبة فعاليات الدورة الخامسة للأيام الوطنية لنزهة الملحون والمنظمة من قبل جمعية ادري انس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون الفترة الممتدة من 11 إلى غاية 11 ماي 2017 تحت شعار سلا… مدينة الملحون أولا، والتي تتميز ببرنامج غني ومتنوع يغري بالمتابعة وقد افتتحت هذه الايام بندوة فكرية كبرى بالخزانة العلمية الصبيحية عشية يوم الأربعاء احتفاء بعطاء الأديب والاعلامي القدير الأستاذ عبد الله شقرون، والذي تحمل هذه الدورة اسمه اعترافا لما قدمه من عطاء متميز لفن الملحون من مختلف المسؤوليات التي تقلدها على مدى مساره المهني وانتاجات فكرية غزيرة.
وفي تقديم لهذه الندوة التي تميزت بحضور العديد من الوجوه الفكرية والادبية والفنية والاعلامية أشار الاستاذ عبد الرحمان الكرومبي نائب رئيس الجمعية إلى ان عبد الله شقرون هو أحد أعلام الثقافة و الأدب والاعلام و ابن مدينة سلا البار الذي تجاوز اشعاعه و عطاؤه حدود الوطن بعد مسار غني وحافل
بدوره قال عميد الأدب المغربي الأستاذ عباس الحراري ان المحتفى به نموذج للمثقف والفنان وعلم قد من أعلام البلاد في مجال الاعلام والفنون والأدب والذي طالما شنف مسامع متتبعي الاذاعة الوطنية في الخمسينيات من القرن الماضي بمجموعة من التمثيليات والمسرحيات التي كان يقف على انتاجها،والتي كانت تتم عن مدى اهتمامه بالتراث الشعبي والاقتباس من منابعه وهو ما جعل هذه الانتاجات تجد صدى كبيرا لدى المتتبعين في تلك الحقبة.
وأضاف المتدخل أن نشأة عبد الله شقرون في وسط أسرى يعشق الفن عامة والملحون خاصة جعلته يتشبع من معين هذا الفن الأصيل، ويتولد لديه الاهتمام منذ صغر سنه بالحكاية والتراث الشعبي وهو ما برز جليا خلال مساره الدراسي ثم من داخل مبنى الاذاعة الوطنية اذا رغم المسؤولية التي كانت مسندة إليه بها، كان دائم القرب والاهتمام بالملحون ورواده مما ساهم في تنامي مداركه تجاه هذه الفن المغربي القريد والأصيل ، ويصبح أحد أهم العارفين بخباياء الابداعية والفنية والتي لخصها في مجموعة من الإصدارات والبحوث والكتابات بأسلوب سلس وسهل على كل من يريد الالمام بهذا الفن وخصائصه وتاريخه
وعاد الشيخ أحمد سهوم بالحاضرين الى سنوات الخمسينيات عندما قدم من مدينة فاس إلى سلا ، حيث وقف حينها على الباع الكبير والالمام المتميز للأديب شقرون بفن الملحون وكيف قدم له السند عندما كان مسؤولا بالاذاعة الوطنية، ووقوفه انذاك إلى جانبه لقبول الفكرة اعداد برامج على الأثير يعنى بفن الملحون
وعبرت الاستاذة هاجر الجندي عن اعتزازها بالمشاركة في هذا اللقاء الذي يجمع ثلة من المفكرين والأدباء المهتمين بالتراث المغربي اللامادي ويؤمنون بالثقافة و الابداع مضيفة انه يصعب الالمام بكل عطاءات المبدع عبد الله شقرون، والتي تربى عليها الكثير من ابناء جيلها باعتباره هر ما من أهرام الادب والتراث المغربي الأصيل
وأردفت قائلة إن انتاجاته الاذاعية عبارة عن صناعة ابداعية جعلت منه رائدا عربيا في هذا المجال ساهمت في بناء منظومة القيم الجماعية والاخلاقية لدى المستهدفين والمتلقين قبل و بعد استقلال البلاد، جعلت منه صرحا اعلاميا يحتذى بأعماله الجليلة
وأوضح الاعلامي أحمد ريان أن هذه الأيام وكما جرت العادة منذ عدة سنوات هي مناسبة أريد لها أن تستغل لابراز مضامين أدب وفن شعبي أصيل يفوق بجماله وتنوعه وأخيلته ناظميه مشيرا إلى أن عبد الله شقرون علم من اعلام الفكر والأدب و الفن المغربي ابن مدينة سلا البار والمفتخر بالإنتساب لها والوفي لها ولأهلهاوتوقف المتدخل عند سنة 1953 عندما التحق بأسرة الاذاعة الوطنية وحينها كان يعمد إلى التقرب من الاساتذة الذين سيقوه لهذا الميدان كي يستفيد من خبرتهم وتجاربهم والتزود بنصائحهم وتوجيهاتهم في التحرير والتذييع ليتجنب الأخطاء اللغوية و التحوية حتى يصل القاؤه في الميكرفون إلى المستمع سليما و فصيحا وكان من بين هؤلاء وعلى رأسهم عبد الله بن شقرون.
ووصف الاستاذ عبد الرحمان الملحوني المحتفى به بالنجم الساطع من نجوم البلاد في سماء الفن والثقافة بفضل المنجزات علمية وفكرية نادرة و المعروف بمواقفه الرجولية العظيمة، الذى ناضل في ميادين شتى بحماس وجهد منقطع النظير، أما كتاباته واصداراته الغزيرة فتحظى دوما بنسبة قراءة مرتفعة اذا يحرص فيها على الاتيان بالجديد والمفيد ومنقبا على ما يفيد الخزانة الوطنية ويقدم من خلالها أجوبة شافية ومقنعة لكل من له شغف بالتراث الأدبي والشعبي المغربي الأصيل
واستحضرت الإعلامية القديرة بديعة ريان اشراف المحتفى به على تقديم أول برنامج على أمواج الاذاعة الوطنية موجه للأطفال باللغة العربية بالإذاعة الوطنية ،وأول برنامج خاص بالمرأة
و عبر المحتفى به الأستاذ عبد الله شقرون عن مدى تأثره بالكلمات الطيبة والمشاعر الخيرة في حقه شاكرا جمعية ادريس بن المامون على هذه المبادرة، وحرصها على استمرار هذه التظاهرة بمدينة سلا المعروفة بشغف أبنائها بفن الملحون
وحمل الاستاذ عزيز هيلالي الكاتب العام للجمعية إلى الحضور بشرى عزم الجمعية الوقوف على مشروع كبير يهم التراث الفني المغربي الأصيل ثم الاشتغال عليه منذ خمس سنوات و يتمثل في تصنيف الملحون ضمن التراث العالمي اللامادي لدى منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة مشيرا هذا إلى الدعم الذي ما فتنت تقدمه الوزارة المسؤولة على القطاع. ولهذا الغرض أكد المتحدث أن انجاح هذا المشروع يتوقف أيضا على مدى مشاركة والخراط جميع المهتمين بفن الملحون من جمعيات مختصة وباحثين و فنانين والاستفادة من تجاربهم حتى يخرج للوجود في اقرب حين لما فيه نفع عميم وفي مقدمة ذلك ابراز التراث المغربي وابداعات رجالاته
واضاف أن هذا المشروع لم يأت صدقة. وانما ايمانا من الجمعية بضرورة اعطاء من الملحون الذي يستحضر بين بيوته و أشعاره كل المظاهر الاجتماعية للانسان المغربي المكانة التي يجب أن يحظى بها بين باقي الفنون
بدوره ذكر الأستاذ سمير قفص رئيس قسم جرد وتوثيق التراث الثقافة بوزارة الثقافة والاتصال بمختلف الخطوات التي ينبغي القيام بها لتحقيق هذا المشروع المتميز ، اذ أن مسطرة التصنيف لدى منظمة الأيونسكو تتطلب احترام ملف الترشح بكل تفاصيله، وهو ما يتطلب بذل جهد جماعي كل من موقعه لبلوغ هذا المبتغى الذي سيخدم الفن المغرب الأصيل
وهنا بهذه المناسبة باسم وزير الثقافة والاتصال جمعية ادريس بن المامون على هذه المبادرة التي تتم على معرفة وتمكن الجمعية من قيمة هذا الموروث الثقافية
أترك تعليقا